افعل خير وضعه في صندوق وأرسله للسماء

اغلبنا سمع المثل الذي يقول ‘سوي خير وقطه بحر’ بمعنى اعمل الخير ولا تتوقع جزاء او شكرا من احد.

انا أقول اعمل خير وضعه في صندوق البريد 😉

كل عمل نقوم به في هذه الدنيا، يتم إرساله للآخرة ليستقبلنا هناك. انا دائما أتصور الكثير من العلب تنطلق مني بشكل متطاير إلى السماء (نفس ما كنا نشوف في الرسوم المتحركة واحنه صغار 😅) هذه العلب تحوي أعمالي.

احتفي بأعمال الخير الصغيرة خاصتي أيضا، الابتسامة، السؤال، مد يد العون، كلها أراها في تلك الصناديق. هذا التصور كفيل أن يشعرني بالغنى والوفور. جرب ذلك عندما تشعر بالضيق، قم بعمل خير ولو كان بسيطا ثم انظر اليه يغادر للسماء حيث ينتظرك أن تأتي ويتجلى لك بأبهى صورة.

بالمقابل، الأعمال الخاطئة الموجودة لدينا جميعا، عندما استحضرها، اتخيلها كصندوق عائد لي من السماء أقوم باستلامه، الاستغفار والتوبة وإصلاح اثره ما أمكن ثم يرجع إلى السماء و أتمنى ان يكون اما خاليا او خفيفا و يخضع بعدها لرحمة الله.

ولكن أكثر ما يقلقني هو حق الناس.. في رمضان العام الماضي كتبت أسماء مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين ممكن أن أكون قد أسأت بحقهم بأي شكل سواء بسوء الظن أو عدم مغادرة مجلس يذكرهم بسوء أو… حقيقة، نحن غالباً لا نعرف ما تحوي ذمتنا.

لم يكن عندي أرقام تواصل الجميع، خصوصاً أنى كنت أعمل خارج البلد فترة طويلة، فقضيت عدة أيام في السؤال والتقصي، ثم في العشر الأواخر تواصلت مع الجميع في القائمة عندي فردا فردا (ليس عن طريق رسالة نصية واحدة تذهب للجميع). بعد السلام طلبت منهم ان ‘يحللوني’ من أي شيء بدر مني في الفترة التي كنت اتعامل معهم فيها.

كانت هذه الخطوة مهمة جداً بالنسبة لي لأن هذا الحوار يجب أن يحصل على أي حال. هنا والآن مادام الله كتب لنا عمرا أو يوم القيامة ويضل ‘حق الناس’ في رقبتي و اتحمل تبعاته الى ذلك الحين.

اغلب من تواصلت معهم كانوا في غاية اللطف و الذوق، بعضهم لم يكن متأكداً مَن أنا و لكن أجاب بسرعة ‘محلل و مبري الذمة من ما تكون’.. يا إلهي.. يا للطف ♥️.

ولأمانة النقل، كانت هناك ردود أفعال ‘ثقيلة دم’ أيضا ولا بأس بذلك ‘. بعد أسبوعين من هذه الخطوة توفى أحد الأشخاص الذين تواصلت معهم بشكل فاجئنا💔 كنت ممتنة ان الله الهمني القيام بهذه الخطوة وقتها و الا ماذا كنت سأفعل؟ الله يرحمه و يرحم جميع موتاكم. فلنهديهم الفاتحة 🌿.

هذا التمرين جعلني انتبه ألف مرة لتصرفاتي و ما أقوم به اتجاه الآخرين ولو كان صغيرا بنظر المجتمع مع ملاحظة اني قمت بذلك بشكل اعرف انه لن يسبب أي أذى للملتقى (مهم) فقد كانت علاقتي جميلة معهم كلهم.