لماذا لا تنجح في اتباع نظام غذائي ؟

بغض النظر عن الحمية التي تنتظم عليها وسبب اتباعك لها، هناك بعض الأصول العامة التي يجب أن تتقيد بها لضمان نجاح الحمية (النظام الغذائي) وهي كما يلي:

١. الحمية الغذائية هي ‘نظام’ غذائي.
اعرف شخصا يسجل اسمه في نادي رياضي ينتظم لأسبوع، يقوم بعمل نصف التمارين في الأسبوع الثاني ويجلس يصور سلفي مع الآلات في الأسبوع الثالث.. ولكن هو ومن حوله يرون أنه يحمل حقيبته و ‘رايح راجع’ من النادي الرياضي.. طبعا ليس هناك نتائج. هو دخل في النادي الرياضي، ولكن لم يدخل في النظام الرياضي. اغلب المنتظمين على الحميات الغذائية يشبهون صاحبنا هذا.. يضعون نصف مجهود ولا يحصلون على أي نتيجة. الأسوء انهم يتناسون خياراتهم أثناء الحمية وفي النهائية يستنتجون انها لا تنفع. إذا النقطة الأولى في النظام الغذائي انه نظام، يجب أن تلتزم به وتقوم ببعض التغييرات على اصعدة مختلفة تمكنك من ذلك.
.
٢. النجاح يكمن في التفاصيل والمثابرة
.
الأنظمة الغذائية متعبة ومملة، لا أحد يستمتع بالحرمان من الغذاء الحلو لكن في حال تم اتخاذ قرار أن يخوض الفرد في حمية يجب أن يخوض فيها كلها بالتفاصيل الصغيرة وليس فقط الخطوط العريضة. لا غش ولا استثناءات و ‘اليوم معزومة عرس’ وغدا ‘انحرجت ما أخذ الحلوى’ وكل يوم قصة. المثابرة أيضا مهمة، التغييرات التي تطرأ على الجسم جراء تغيير الطعام بطيئة و لكن عميقة لذا أعط نفسك وقتا لترى التغيير.
.
٣. النظام الغذائي عامل واحد فقط في منظومة الصحة المكونة من ستة عوامل
.
بدايتا من الضروري مراجعة الأسباب الستة للصحة التي طرحها ابن سينا والتأكد أن جميعها متزنة إلى الحد المعقول. نلاحظ أن الدواء و الشراب و الغذاء كلهم موضوعين في العامل الأول و هناك خمس عوامل غيرهم، يعني اذا سيطرت على الغذاء بشكل صحيح فتكون قد سيطرت على ثلث العامل الأول فقط و بقي أكثر من خمس عوامل فما هي قراراتك بشأن تلك العوامل التي تشكل نمط الحياة؟
.
اذا كنت اسهر إلى وقت متأخر، لدي إمساك مزمن و حالتي النفسية من سيئ إلى اسوء و بالطبع اعاني من انتكاسات بسبب العشوائية التامة في أسباب الصحة الأخرى، هل من المنطقي أن أقول النظام ان الغذائي لا يعمل.. انتظمت عليه وانتكست؟
.
طيب والفوضى الموجودة في باقي جوانب حياتي (هذا مثال طبعا)؟
.
النظام الغذائي يعمل كجزء من منظومة.


يفضل اختيار نظام غذائي مصمم للمنطقة الجغرافية التي تنتمي لها
.
اتذكر أنني تحدثت مع طبيب الأعصاب الخاص بي عن الحمية التي اتبعها.. امتعض قليلا وقال لي انه يفضل أن أأخذ الأدوية، ولكن لأنه يرى أن حالتي الصحية ممتازة فسيترك الخيار لي، ولكنه قال لي جملة جعلتني أفكر ‘الأدوية والأغذية تؤثر بشكل مختلف على الأفراد حسب تركيبتهم الجينية لديك فرص أكبر للنجاح إذا كانت الحمية مصممة للمنطقة الجغرافية التي ينحدر منها إحدى ابواك’ طمأنته أن ابن سينا صمم حمية مناسبة للمنطقة هذه والكتاب مكتوب باللغة العربية. نفس الكلام مذكور في كتاب القانون في الطب و لكن بلغة أقدم حيث قسم ابن سينا العالم إلى سبع أقاليم و أفاد أن الطبع و المزاج الغالب للأفراد في كل إقليم يختلف عن غيره و بذلك تأثير الطعام و الأدوية عليهم يختلف.
.
ما معنى هذا للمريض الذي يبحث عن حمية مناسبة؟
.
إذا بحث مريض بحريني ‘كمثال’ في هذا الموضوع و اقتنع بحمية قائمة على أساس الطب الهندي و أخرى قائمة على أساس الطب الصيني و ثالثة قائمة على أساس طب ابن سينا فالأجدى أن يختار تلك القائمة على أساس طب ابن سينا لأنها الأقرب له من الناحية الجيوغرافية بينما مريض ماليزي مثلا قام بنفس البحث و اقتنع بالأنظمة المذكورة يجب أن يتجه لتلك المبنية على الطب الصيني لأنها الأقرب له. هنا تكمن مشكلة استيراد كل شيء من الغرب حتى الانظمة الغذائية. .
.
التدرج في البدء في النظام الغذائي الجديد
.
من أصول تناول الطعام الابتعاد عن تغيير النظام الغذائي سريعا بل يجب التدرج في ذلك، حتى إذا كان من العشوائية إلى الصحة. هذا ضروري لحماية الأعضاء الداخلية في الجسم بالإضافة إلى إتاحة فرصة لإيجاد بدائل وترك الأغذية التي تسبب إدمان مثل الشاي والقهوة والجبن. التدرج يضمن أن المريض لن يتحمس مرة واحدة لمدة أسبوع ثم يستصعب النظام لعدم وجود بدائل أو التعرض لصداع أو إعياء. نتذكر دائما: خطوات بطيئة، ولكن واثقة. .
.
الحزم عند إصرار الاهل و الأصدقاء
.
لسبب ما عندما يرغب أحدهم بالانتظام على حمية يصر عليه المحيطين به أن يكسرها، وجدت هذه الظاهرة كثيرا و حقا لا أعرف تفسيرها (افيدوني🤔) من أكثر الطرق جدوى لمعالجة هذه الظاهرة هو الحزم بلطف.’ لا يعني لا وانتهى’ طبعا مع ابتسامة لطيفة وكلمة شكر.


المحافظة على الحديث الإيجابي
.
من المهم جدا المحافظة على إيجابية الخطاب حول النظام الغذائي مع النفس ومع المحيطين. اكيد النظام متعب وممل وغير مرغوب، لو كان مرغوب لاتجه إليه المريض من ذات نفسه وتجنب المرض قبل حدوثه. ثقافة التذمر و ‘مو حلو’ و ‘ما أدرى اشلون أقدر استحمله’ وما إلى ذلك من كلمات سلبية أو لحن كلام يائس يضر الجميع وحقيقتا ممل للسامع. إذا أردنا الاتجاه للصحة فلنفعل ذلك بكل جوارحنا ونجعل نمط تفكيرنا في تناسق مع ما نقوم به. نتذكر أن الحرمان من الطعام أفضل من الحرمان من النظر والمشي وغيره من الأعراض المصاحبة للأمراض.
.
.
المغفرة والجدية
.
النظام الغذائي يجب أن يؤخذ بكل جدية، ولكن بعيد عن الوسواس. فلنغفر لأنفسنا الأخطاء الصغيرة ونبدأ من جديد. نحن معتادون على العشوائية في تناول الطعام والانتظام على حمية يعني استبدال جزء كبير من نمط الحياة.. سيأخذ وقتا، ولكنه ممكن جدا.

ما هي عوامل النجاح الأخرى؟

هل تفضل الخوض في حمية مع آخرين لتشكيل مجموعة دعم؟

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *