محارب التصلب (مع من يتحارب)؟

مع من يتحارب مريض التصلب المتعدد؟ .
.
المرض ليس نتيجة أجسام دخيلة لكي اقضي عليها و الأعراض هي كاسمها، أعراض فقط تتوقف بمعالجة منشأ المرض. طيب انا اخوض حربا مع من بالضبط؟ و هل من المنطقي أن اخوض حربا و أتوقع ان اخرج منها بلا خسائر او إصابات ؟
.
لنتأمل الهاشتاقات في الانستقرام :
#mswarrior #msfighter #chronicillnesswarrior ….
.
بالطبع أتفهم جدا أن الهاشتاقات المتداولة مهمة للصفحات.
التوعوية و استخدامها (أيا كانت) في هذا السياق الذي هو جزء من ميكانيكية الانستقرام و لكن يقلقني قليلا تبني هذه الكلمات عند تكوين فهم عن انفسنا و خياراتنا بشأن كيفية تعاملنا مع المرض. .
.
عبارة mswarrior على سبيل المثال معربة و متداولة ك ‘محارب التصلب’. .
.
نلاحظ كلمة ‘حرب’ في المكان الذي يجدر بنا وضع كلمة ‘شفاء’ بكل سلام و حب و لين🌷
.
أتذكر كذلك ان التصلب المتعدد كأي مرض مناعي آخر جاء يحمل لي رسالة، غالبا مفادها أن ‘يا الاء يا انسانة يا محترمة لمي التخبيص الموجود بحياتج’.. هل من المنطقي أن اترك محتوى الرسالة واتعارك مع ساعي البريد؟! .
.
لماذا ندخل في كل هذه التفاصيل؟
.
لأن الكلمات لا تغفر. هي حقا لا تغفر.. وتكرار الكلمات يسهم في تشكيل المنظور أو ال  paradigm  الخاص بنا.. إذا كنت أرى نفسي داخله حرب أو معركة سيتصرف جسدي على أنه داخل في حرب أو معركة بالمقابل إذا كنت أرى نفسي في رحلة شفاء مليئة بالحب و السلام فسيتصرف جسدي على هذا الأساس بل أن هذا المنظور سيأثر على سلوكياتي و خياراتي.
.
الأبحاث العلمية حول تأثير الأفكار و الحالة الذهنية على المرض كثيرة و في متناول الجميع.. الكثير منا قرأها وأتطلع عليها. ولكن العمل بها يبدأ من الحوار الخافت بيني و بين نفسي.. ادراكي عن الوضع الذي انا فيه.
.
كل شيء يبدأ بالمواضعة او ال positioning الصحيح في ذهن المريض. .
.
البعض فعلا في حالة حرب (ليس لدي فكرة مع من بالضبط ولكنهم في حرب و هم بكيفهم) و من الطبيعي أن يستخدموا هذه المفردات و هذا خيار مطروح و له تبعاته …
.
البعض الآخر في طريق التشافي و السلام و هو أيضا خيار مطروح وله تبعاته و غيرهم اخذ منحى مختلف للتعامل مع المرض ذهنيا يتحملون مسؤوليته و ما يترتب عليه.
.
المهم أن نتخذ خيارات واعية، مسؤولة و متناسقة مع المكان الذي نريد أن نصل إليه. .
.
هل انت في حرب ام في تسير في درب السلام و الشفاء ؟ هل منظورك أيا كان يقربك من النتيجة المرجوة؟

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *