الحلقة الرابعة: العناصر او الأركان الأربعة

العناصر أو الأركان الأربعة

لماذا يناقش ابن سينا النار والأرض والماء والهواء؟

ولماذا نجد هذه العناصر تتكرر في العلوم القديمة؟

يمثل طب ابن سينا جسم الإنسان بمزيج من العناصر الأربعة (النار، الهواء، الماء، والتراب) وقد سبقه إلى ذلك جالينوس، ولا يعني ذلك تلك العناصر كما توجد في الطبيعة، بل يشير إلى كيفية تمثل خصائص تلك العناصر في الجسد.

كمثال

تتسم النار بالحرارة والجفاف إذ أنها حارة وتحول ما تحرقه إلى رماد (الذي يتسم بالجفاف) لذا توصف المواد التي تتسم بالحرارة والجفاف بصفة النار، وعلى هذا النسق توصف أعضاء الجسد التي تتسم بالحرارة والجفاف بصفة النار أيضا.

على هذا المنوال يتم وصف المادة أو العضو الذي يتسم بالحرارة والرطوبة بالهواء، ووصف المادة أو العضو الذي يتسم بالبرودة والرطوبة بالماء، والذي يتسم بالبرودة والجفاف بالتربة.

يوضح ابن سينا أيضا أن العناصر الأربعة هي عناصر أولية غير قابلة للتجزئة (في سياق جسم الإنسان) ولكن تركيبها مع بعض (أو مزج خصائصها) يولد وضعا جديدا.

بعض خصائص الأركان الأربعة

الأرض: (التراب) أثقل العناصر ومكانه أسفلها كلها، ويفيد في تثبيت أي ركن يختلط به وينفع في الاستحكام وحفظ الشكل، ومزاجه بارد وجاف – الخاصية الأساسية له الجفاف والثانوية هي البرودة -.

الماء: اقل ثقلا من الأرض ويحيط به وينفع في إضفاء مرونة على الأجسام إذ أنه يأخذ شكلا جديدا بسهولة ويفقده بسهولة أيضا، ومزاجه بارد ورطب – الخاصية الأساسية للماء هي الرطوبة والثانوية هي البرودة -.

الهواء: أخف من الماء وأثقل من النار لذا يقع بينهما وينفع الهواء في تلطيف المواد وتخفيفها وإبعاد الجزيئات عن بعضها.

وهو أكثر إطاعة من الماء، ومزاجه حار ورطب – الخاصية الأساسية له هي الرطوبة والثانوية هي الحرارة-.

النار: أخف العناصر كلها ويقوم بإنضاج المواد المجاورة له، ومزاجه حار وجاف – الخاصية الأساسية له الحرارة والثانوية هي الجفاف -.

كيف تؤثر العناصر الأولية على بعضها البعض؟

تختلف أمزجة الأعضاء عن بعضها (هناك 4 أمزجة) ومجموعها يحدد مزاج الجسم.

على سبيل المثال القلب حار ورطب ويعادل جزئيا المخ ذو المزاج البارد والرطب، والكبد ذو مزاج حار ورطب ويعادل مزاج العظام وهو بارد وجاف وهكذا.

عندما تكون جميع الأعضاء في مزاجها الصحيح نقول أن الجسم في مزاج معتدل، و هذا هو ما نرغب به وهو أفضل وضع للصحة، ولا يعني هذا أن حرارة الجسم هي في النصف بالضبط بل تعني أن الجسم في الحرارة التي ينبغي له أن يكون عليها.

كلمة مزاج تأتي من المزج أي امتزاج العناصر واختلاطها.

عندما تتعادل الأخلاط الأربعة الموجودة في الجسم مع بعضها ولكن يزيد إحداها عن الباقي يتم وصف جسم الشخص بصفة الخلط الغالب.

مثلا إذا زاد خلط السوداء في جسم ما فإنه يميل إلى البرودة والجفاف، ويوصف الشخص بأنه سوداوي، وإذا زاد خلط الدم عن باقي الأخلاط فإن الجسم يميل إلى الحرارة والرطوبة ويوصف الشخص بأنه دموي، وقياسا على ذلك يمكن أن يكون شخص ما صفراويا أو بلغميا أيضا.

من الجدير بالذكر أن أغلب الأشخاص ذو أمزجة باردة والأقل هم ذو أمزجة حارة، وفئة قليلة ونادرة جدا من الناس هي ذات أمزجة معتدلة.

جميع مرضى التصلب المتعدد هم أصحاب أمزجة باردة (لحد الإفراط)، وأساس نظام ابن سينا الغذائي هو إيصال الجسم لدرجة التعادل عن طريق إضفاء حرارة على الجسم.

العناصر الأربعة تتحلل (تعود للطبيعة) كالآتي في حال حدوث وفاة

المرحلة الأولى تغادر الحرارة الجسم ويبرد (النار).

المرحلة الثانية تغادر الريح من الجسم بعد تورمه (الهواء).

المرحلة الثالثة تغادر السوائل الجسم وينشف (الماء).

المرحلة الرابعة يتحلل الجسم ويعود إلى الأرض (التراب).

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *