اقرأ بذهن مغلق

يستغرب البعض عندما أقول: “اقرءوا الكتب بذهن منغلق”، وأنا هنا أتحدث عن الكتب التي تُعنى بالحميات الغذائية بشكل أساسيّ، ولكن ممكن إسقاط ذلك على أي كتاب حقيقة.
.
لماذا يؤلف أحدهم كتابًا؟ غالبًا يريد أن يشاركك معلومة، أو فلسفة، أو حكمة معينة، وليقوم بذلك على النحو الأمثل؛ فهو يأخذ وقته ليرتب أفكاره، ويصوغ عباراته، ويأتي فريق كامل ليراجعها، ويعدّل عليها، ويسوّق لها، وفي النهاية تكون الفكرة  packaged، أو معبأة بشكل جيد؛ لتبتلعها أنت (بغض النظر ما إذا كان المحتوى جيدًا أو سيئًا)، وأحيانًا كثيرةً يكون الشخص ممارسًا لهذه الحمية، أو الطريقة، وينتفع ماديًّا من إقناعك بالفكرة، وهذا يثير موضوع تضارب المصالح مع المصداقية.
.
في المقابل إذا لم تكن لديك فكرة مسبّقة، أو وافية عن الموضوع الذي تقرأ فيه؛ فإنك غالبًا ستقبل الطرح على علّاته، خصوصًا إذا رأيت فيه بعض الحُجّة. وهذا ما يحدث مع الأرانب (راجع الصورة ٢). لذا من الأفضل دائمًا التروّي في تقبّل الأطروحات الجديدة عليك.
.
أتساءل وأنا أقرأ.. .
.
ما هي خلفية الكاتب؟ هل خلفيته طبّية، أم غذائية، أم شيئ آخر؟ .
.
هل الطرح مستند لتجربة ميدانيّة، أم يستند فقط على الدراسات والأبحاث ؟
.
هل القصص التي يذكرها الكتاب محايدة؟ أم هي فقط تذكر النجاح الباهر للطريقة المعيّنة؟.. لأن هذا يسمى تسويقًا🤗😁.. يعني: الكتاب خرج من الصحّة، ودخل في البزنس. .
.
عندما تأتي كاتبة من “نيوزيلاند” مثلًا وتقول: إن البقول بمجملها سيئة.. هل هناك احتمال أنها ببساطة لا تعرف كيف تعالجها قبل الطبخ؟! (أمُّها لم تعلّمها يعني 🤔) أم أن الدراسة التي تستند إليها لم تأخذ هذه المعرفة الشعبية بعين الاعتبار؟ ما هي الاحتمالات؟ .
.
لأكن واضحةً.. إذا كان الكتاب “س” مكتوبًا بطريقة تسويقية، يتناول قصصًا غير محايدة، أو مكتوبًا من جهة تستفيد ماديًّا منه؛ فلا يعني ذلك أبدًا أن المحتوى بالضرورة سيئ.. فقط يعني: أنك يجب أن تتوقف وتتساءل قليلًا..؟؟
.
غالبًا عندما تتناول هذه الكتب فإنك عميل أكثر من كونك مريضًا.. وعليك أن تنتقي ما تشتري سواء كان ذلك بضاعة، أو فكرة.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *