سلسلة الوفرة وأسرارها

أول سلسلة راح نبدأها معاً، ستناقش موضوع قريب جداً لقلبي.

الوفرة والبركة…
في كل شيء…

المال، الدعم، الحب، الفرص، رغد العيش، الرضا، السعادة.

ما هي الوِفرة وكيف نصل اليها؟
ما هي عقلية الوفرة؟
هل الوفرة مرتبطة بالوفور؟
ما هو مَصرِف الكون؟

لا اظن الوفرة قابلة للقياس.. أراها مثل الموج لها جريان في الحياة و هناك ما يحفز هذا الجريان و هناك ما يمنعه.

من منطلق ان ما نهديه للعالم يرجع لنا و ما جزاء الإحسان إلا الإحسان فإن العطاء من أكثر ما يجلب الوفرة 🌷

العطاء من الوقت
العطاء من الفرص
العطاء من المال
العطاء من الحب
العطاء من أي شيء

يحرك العطاء قوى الوفرة الكونية و يسهم أيضا في تقوية عقلية الوفرة فالعطاء يضع الذهن في ذبذبات الثراء و القدرة و الوفور و بذلك نجذب الثراء و القدرة و الوفور 😃.

التحدي هنا هو ان الكثير يحجم عن العطاء عندما يشعر بالقلة (عكس الوفرة) خوفاً من الفقد او كونه يشعر انه بالكاد يملك ما يكفيه. قد تبدو هذه الخطوة منطقية إذا نظرنا للأمر كمعادلة رياضية، ولكن المعادلات الكونية شأن مختلف 🤗.

هل كل عطاء هو حقاً عطاء؟

لنتذكر التالي ونحن نعطي لكي لا نقوم بما يعاكس الوفرة من خلال العطاء:

🌷 التخلي الكامل فيخرج من القلب ما يخرج من اليد.

التعلق يؤكد الفقدان حيث يبقى القلب معلقاً بما لم يعد يملك.

🌷التحرر من انتظار المقابل سواء بكلمة شكر او برد جميل او حتى بالاعتراف بالعطاء.

انتظار الشكر او رد الجميل وضع فيه استجداء.. يكسر ذهنية الوفرة ويضع الشخص في موضع حاجة بعد ان كان في موضع بذْل. لنسمح لأنفسنا بالشعور بالسعادة و الرضا من فعل العطاء بحد ذاته، ليغمر قلوبنا للحد الذي لا نحتاج معه شكر من احد.

🌷وضوح النية و الأفضل أن يكون كل عطاء لوجهه تعالى.

ما أسهل ان تختلط النوايا لذا فلنعطِي بالسر ما أمكن🤗.

🌷العطاء في مكانه و بما ينفع المتلقي ولا يضره بأي شكل من الأشكال.

اتذكر انني في احد الأيام كنت أقف على إشارة المرور و رأيت شاب صغير في العشرين ربما يبيع قناتي ماء و رغبت بمساعدته بمبلغ اكبر قليلاً من سعر القنينة و قلت لنفسي سأضع يدي في حقيبتي و ما يأتي في يدي فهو رزقه و صار ان جاء في يدي مبلغ كبير نسبياً لما يبيعه و أعطيته اياه و اخذت القنينة. تفاجأت انه لم يمانع أبداً هذه المعاملة ولم يحاول ارجاع المتبقي وانا لم أكن قد شاركته انني أنوي اعطاءه المبلغ كاملاً.

شعرت وقتها انه ربما قد تعود على محاولة الناس مساعدته وبدأ يستسهل اخذ المال دون مقابل حقيقي. ربما انا اساعده على اخذ التسول المقنع كمهنة بدل ان يبني مستقبل مشرق لنفسه بعلمه وعمله.

شعرت بالسوء وقتها وان تصرفي كان بدافع العاطفة وبعيد عن الحكمة. الصدقة أساسية، ولكن ربما لم يكن هنا مكانها. العطاء يجب أن يبني لا ان يهدم.

ماذا تضيف على هذه القائمة؟
الوفرة مرتبطة بالتخلي والتبسيط.

لأشارككم كيف تعرفت على نمط حياة التبسيط بهيئته المنهجية، كنت اتحدث مع زميلتي في المكتب وذكرت لي أن زوجها اتبع نمط طريقة ماري كوندو في التبسيط وقتها انار مصباح في مخي وأصدر صوت دننننننننق 💡!!

كان عندي محاولات لتبسيط العناصر الموجودة حولي سابقاً ولكن لم تكن بشكل منهجي و رغم أنها حسنت الوضع لحد كبير الا انها لم تصل بي للمكان الذي كنت اريده. عندما بدأت أطبق طريقة ماري كوندو اكتشفت انني كنت اكتنز🤦🏻‍♀️!!

يا إلهي.. كان هناك الكثير من الكثير من الأشياء و لكن الطريقة التي كنت اجرد فيها سابقا لم تكن تساعدني على رؤية ذلك!!

موضوع التبسيط كبير و حلو سأفرد له منشورات منفصلة و لكن ما اريد مشاركته هنا اليوم انه عندما فككت الاكتناز الذي كان موجودا في حياتي او على الاقل جزء كبير منه أصبح سريان الوفرة في حياتي أسهل و تدفق الرزق و الفرص اكبر.

الاكتناز ليس بالمال و البضائع فقط…

🌱 خزانة ملابسك قد تكون بؤرة اكتناز…
🌱 خزانة كتبك قد تكون بؤرة اكتناز…
🌱 الحاجيات الموضبة في الخزائن الخارجية (الستور) يأكلها الغبار قد تكون بؤرة اكتناز…

كلها محطات تعطل التدفق و السريان.

سننتقل لمناقشة التبسيط لأهميته لموضوع الوفرة ولنا عودة لبقية جوانب سلسلة الوفرة😃.

شاركنا ما هي جوانب الاكتناز الأخرى الممكنة و التي من الممكن أن نغفل عنها؟

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *