الحلقة الثالثة – نظرة عامة على جسم الإنسان من وجهة نظر طب ابن سينا

نظرة عامة على جسم الإنسان من وجهة نظر طب ابن سينا

المصطلحات التالية هي كما ذكرت في كتاب القانون في الطب، طبعا مع مرور السنوات تغيرت المصطلحات المتداولة وأصبح بعضها غريبا علينا، وقد تم استبدال بعضها الآخر بمصطلحات حديثة، لذلك من الضروري أن نفهم المنظومة المطروحة لجسم الإنسان كما وردت وبالطبع فإن جسم الانسان لم يتغير في تركيبته عبر السنين ولا يزال كما شرحه ابن سينا.

الحلقات القادمة سوف تتوسع في كل من المفاهيم التالية، وستوضح المصطلحات الحديثة التي تستخدم لكل منها ما أمكن

استنادا إلى طب ابن سينا فان جسم الإنسان يتكون من الأقسام التالية:

القسم الأول – الأجزاء الطبيعية للجسم

العناصر أو الأركان الأربعة: النار، الهواء، الماء والتراب مع ملاحظة أن هذه العناصر ليست كما توجد في الطبيعة، بل هي كناية عن خصائصها وتأثيراتها على الجسم وسيتم شرحها بإسهاب في الحلقات القادمة.

 من الجدير بالذكر أن جميع أنماط الطب القديم مثل طب ابن سينا والطب الهندي واليوناني وغيره تشترك في رؤية الجسم كمزيج من خصائص العناصر الأربعة.

أنسجة الجسم: ويشمل أنسجة العضل وأنسجة العظام ونسيج الجلد وغيره.

الأخلاط: خلط الصفراء، والدم والبلغم والسوداء – سيتم شرحها في المواضيع القادمة ولكن كتوضيح سريع فإن الأخلاط كما ذكرت لها مسميات في العلم الحديث وهي كالآتي: خلط الصفراء هو البيليوروبين أو التوتال بيليوروبين أو سائل المرة ويختزن في المرارة، خلط الدم هو الهوموجلوبين ومحل تركزه هو القلب والعروق، البلغم ويتكون أساسا من كريات الدم البيضاء أو دبليو بي سي ويتركز في العروق والغدد اللمفاوية، وختاما خلط السوداء أو ميزان رسوب الدم أو اي اس ار ويتركز في الدم والطحال.

الأبخرة: (استخدم الكتاب مصطلح الروح وبالطبع فإنه يختلف عن الروح بالمعنى المتداول اليوم إذ يعرفها ابن سينا بالأبخرة اللطيفة التي تنتج عن الأخلاط اللطيفة وهي ذات سيالية وسهلة الحركة)، وتشمل الأبخرة الحيوانية (الناشئة من القلب)، الأبخرة الطبيعية (الناشئة من الكبد) والأبخرة النفسانية (الناشئة من المخ) ويشرحها الكتاب بشكل مفصل وواضح.

الأطباع والأمزجة: يتكون المزاج من مزج أو خلط العناصر الأربعة وهو ركن أساسي في طب ابن سينا.

القوى: مثل قوة الحركة والحس والجاذبية والقوى الماسكة والمولدة وغيرها.

القسم الثاني – حالات الجسم

حالة الجسم كما يمليه المزاج الأصلي أو الوراثي.

حالة الجسم كما تمليه المرحلة السنية التي يمر فيها الشخص.

مزاج الذكورة والأنوثة.

الاعتياد على بعض العناصر الخارجية.

سيتم الإسهاب في هذا في المواضيع القادمة ولكن كمثال سريع:

أنا ولدت بمزاج سوداوي أي أن طبيعة جسمي تميل للبرودة والجفاف، ومزاج المرحلة السنية التي أمر فيها هي باردة وجافة، لذا أنا أكثر عرضة للانتكاسة في هذه المرحلة من حياتي بسبب التعرض بشكل مفرط للبرودة والجفاف، لذا يجب أن أتأكد من اتباع أصول التغذية والأسباب الستة المذكورة في هذا الموضوع بشكل جاد، ولكنني كنت أقل عرضة للمرض في فترة طفولتي المبكرة التي تتسم بالحرارة والرطوبة وتعادل بذلك مزاجي الوراثي فأكون في تلك الفترة أكثر قربا للصحة. يفسر هذا لماذا يكون الفرد أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد بين سن العشرين والثلاثين.

 الصفحة 10 و 11 من كتاب القانون في الطب المرفق في هذه المدونة يوضح هذا بشكل أوسع كما أن الصفحة 11 تتطرق إلى مزاج الذكورة و الأنوثة و توضح أيضا لماذا النساء أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد من الرجال.

القسم الثالث – المحيط الخارجي

تأثير المحيط الخارجي على الجسم كمحل السكن والموقع الجيوغرافي ونمط المدينة، وسيتم شرحه في المواضيع القادمة.

القسم الرابع – علامات صحة المزاج

عندما يكون جميع ما ذكر في حالة سليمة يكون مزاج الفرد سليما تبعا لذلك.

الاسباب الستة للصحة والمرض

يعرف ابن سينا ” السبب ” على أنه العامل الأول لحدوث تغيير ما في الجسم، قد يكون هذا تغييرا إيجابيا نحو الصحة أو تغييرا سلبيا نحو المرض.

الأسباب التي تقود إلى الصحة أو فقدانها هي ستة كما ذكرت.

الهواء.

الطعام والشراب والدواء.

النوم واليقظة.

الحركة والسكون.

الاستفراغ والاحتقان – أي خروج الشيء من الجسم أو احتباسه داخله.

الحالة النفسية كالفرح والحزن والغضب والتوتر والعصبية وغيرها.