معجزة اسمها (البركة) مع قصة قصيرة
لأبدئ هذا المقال بمشاركتكم قصة مرعبة 😰 كنت أَحَضِر دكتوراه مع اسوء مشرف في العالم.. أتذكر أنى كنت ابعث له أجزاء من رسالتي (البحث الخاص بي) وعوضا عن توجيهي كان يصحح لي أخطاء لغوية🤦♀️ وكنت أشعر انه عندما يأتي وقت ارسال الرسالة للمشرف الثاني راح اكتشف التعديلات اللازمة ولكن سيكون الوقت مقارب للانتهاء وهذا بالضبط ما حصل 😭 قبل ٣ أشهر من موعد التسليم النهائي انبعثت الرسالة للمشرف الثاني ورجع لي ب ٨ صفحات يشرح لي أن البحث على أرض الواقع ممتاز ولكن الكتابة كلها خطأ. يعني الرسالة التي قضيت في كتابتها سنة ونصف، ٢٠٠ صفحة وعدد مقارب من المصادر يجب أن اعيدها في شهرين لأعطي مجال للتصحيح اللغوي وموافقة المشرف أيضا 😥 هذا شبه مستحيل خصوصا ان مشرفي الأساسي ‘زي قلتوو’.
دخلت في حالة هلع على اكتئاب على يأس على لا أعرف ماذا.. الله لا يعودها تلك الأيام.
استفتحت بالقرآن ومع الدعاء المتكرر، توكلت على الله وبدأت الكتابة وصار معاي ٣ أشياء غريبة 🤔، لا أجد لهما تفسير غير البركة التي طرحها الله سبحانه..
🌷بداية، انتهيت من الكتابة ومراجعة الرسالة في ستة أسابيع فقط. بدى لي أن الوقت كان يتمدد دون وعي مني. لم أكن انجز أكثر من المعتاد في الساعة الواحدة وبالتأكيد عدد ساعاتي كأم وامرأة عاملة كان محدود. لا أعرف ما الذي حصل.
🌷في بعض الأيام كنت أشعر بأن ما اكتبه ليس نتاج تفكيري وحدي وكأنه يُصب في ذهني وتكتبه يداي. لا أعرف كيف اشرح ذلك وكأني كنت أشعر بالإلهام. مثلا.. كانت هناك جزئية هامة وهي وجوب ارتباط أسئلة البحث بالأدبيات، لم أكن واعية لهذه النقطة وقتها مع اني نفذتها ولسبب لا أعرفه وجدت نفسي أسهب في شرح هذا الارتباط في الرسالة وقد نفعني ذلك لأبعد الحدود. وكأن ذهني كان يتوجه للطرق الصحيحة وانا اتبعه.
🌷كان تاريخ التسليم النهائي شهر ٧ من سنة ٢٠١٩ وقبله بأسبوعين وصلني ايميل من الجامعة انه تم تمديد التسليم لجميع الطلبة لما بعد شهر ٩ بسبب تغيير في الأنظمة 😄. قرأت الايميل ولم أصدق.. الان لدى شهرين إضافيين لأعدل واضيف واحذف على رواق. من كان يتوقع!!
عندما ننظر للأمور بالمعلومات المتوفرة لنا في وقت معين فنحن ننظر لكميتها وكيفيتها المحسوسة والقابلة للقياس ونكَوِن ردة فعل على أساس ذلك فنقلق او نخاف او نهلع او نشعر بالقلة او العجز لكننا على الاغلب لا نُدخل البركة وتوفيق رب العالمين في المعادلة كونهما غير قابلين للقياس، ولكنها مؤثرين.. بشكل سوف يصدمك.
في حديثنا عن أهمية البركة والتوفيق الإلهي في تيسير أمور حياتنا وكيف انه في الحقيقة يقلب الموازين الكيفية والكمية لصالحنا 😊 في هذا الجزء نناقش كيف نستجلب البركة والتوفيق ولأكون صريحة انا لا اعرف إجابة هذا السؤال ولكن سأشارككم ما يتبادر لذهني وما احرص انا ان أقوم به.
🌷 الدعاء.. إذا كنت بحاجة للبركة والتوفيق بكل بساطة اطلب ذلك من رب العالمين واتوقع الحصول عليه بكل وفرة ويسر.
🌷العطاء.. الوفرة والبركة كالموج في سريان دائم لذا التشبث بأي شيء يخلق انسداد في هذا السريان. عندما احتاج أكثر من أي شيء، اعطي بعض منه بكل حب (وليس بحسرة) ليسهل التدفق. هناك حديث عن الإمام علي ابن أبي طالب (ع) يقول إذا املقتم فتاجروا الله بالصدقة. واظن هذا الحديث ينطبق على كل شيء وليس المال فقط.
عندي دائماً شعور ان إخراج المال من المال (الصدقة) بشكل ‘دائم’ ولو قليل يحرك قناة دخول المال الى حياتنا
. عندي أيضا شعور أنه عندما يتخلى المرء عن مال يملكه أو له حق فيه لآخر في وقت يكون هو فيه بحاجته فإن ذلك سيحدث دفعة كبيرة في قناة الرزق الخاصة به أيضاً.
🌷الاخذ بالأسباب والعمل.. وهذا باب واسع، قد احتاج ان أفكر في مدى أوسع، أسأل واستشير، قد يكون هناك شيء ما خافي عني فيُنطق الله أحدهم ليخبرني او يوصل لي الرسالة بطريقة ما، ولكن إذا وضعت نفسي في علبة صغيرة دون عمل فأنا اقطع سُبل البركة والتوفيق من ان تصلني.
🌷العمل الصالح ما استطعت. لأشارككم هذه القصة.. كنت اتمشى برفقة أحدهم في السوق نبحث عن غرض معين و بطبيعة الحال كنا نمشي في الجزء من السوق المتخصص بذاك الصنف حيث المحلات متلاصقة ببعضها البعض و كلها تبيع نفس الشي تقريبا المهم دخلنا اكثر من محل و رأينا نفس البضاعة ثم اخترنا أحدها من المحل الذي انتهينا فيه.
ثم رغبت بشراء رطب من احد الباعة المحليين و لأننا لم نحمل نقداً رجعنا مشياً للسيارة المركونة في مكان بعيد و لاحظت ان جميع المحلات خالية ما عدا المحل الذي اشترينا منه، كان هناك رجل يشتري و امرأة تنتظر دورها 🤔.
أخذنا النقود و رجعنا لبائع الرطب، مرة أخرى لاحظنا أن جميع المحلات خالية ما عدا المحل الذي كنا فيه و في طريق عودتنا للسيارة رأينا نفس المنظر و جلست افكر كيف ان قدماي ساقتني بشكل عشوائي لذلك المحل .. أو ربما لك يكن عشوائياً.
لا أعرف ما هو الترتيب الذي قام به ذلك البائع مع الله، ولكنه بدى لي ذكياً من ناحية أخلاقية وتجارية 😉.
🌷 لا تحسب فيحسب الله عليك.. قرأت هذه العبارة في مكان ما واثرت فيني.
استجابات