أنا والكلاب الضالة

أشارككم اليوم موقف حدث لي منذ عشر سنوات، استرجع تفاصيله دوماً عندما تأخذني نوبات قلق وتفكير مفرط ❤️

كنت في تركيا لحضور أحد المؤتمرات الشبابية. كان مكان المؤتمر بالإضافة إلى السكن في حرم إحدى الجامعات الواقعة في ضواحي إسطنبول. في احد الأيام كنت عائدة من مركز المدينة بسيارة أجرة (تاكسي)، أصر السائق ان يتركني على بوابة الجامعة و ان لا يدخل لمنطقة السكن و لكن لم يكن ذلك منطقياً بالنسبة لي كون الحرم الجامعي كبير جدا و هناك مساحات خالية شاسعة بين البوابة الرئيسية و السكن، كنت سأستغرق الليل بطوله و انا امشي، الانارة شبه معدومة و المكان موحش.

مع اصراري ان يوصلني الى الداخل حيث السكن، قاد السائق السيارة بداخل الجامعة و بسبب انعدام الانارة خرج عن الطريق المعبد و ضاع و بدأ يصرخ علي بلغته و يضرب المقود بيديه (غالباً كان يشتمني و يتذمر بالتركية🤦‍♀️) وقتها شعرت اني سأكون اكثراً اماناً خارج السيارة من داخلها فدفعت له مبلغاً و نزلت وسط ساحة كبيرة خالية و موحشة، الإنارة الوحيدة كانت تأتي من مبنى بعيد جداً قررت أنني سأمشي اليه لطلب المساعدة.

بعد ثواني من نزولي من السيارة، في الظلام لمحت كلب، ثم كلب آخر و آخر و آخر. طبعاً وقف قلبي، شعرت أنى في مقطع من فلم، بدأت الكلاب الضالة تتجمع حولي في شبه دائرة كنت انا مركزها.

فكرت أنني وحدي تماماً وهذه الكلاب، انا لا اعرف كيف اتفاهم معها، اركض أو امشي؟ اقعد أو أوقف؟ وقتها ما في إلا الله ينقذني.. يا الله ساعدني أوصل للمبنى اللي فيه إضاءة.. يالله كن معي 🙏

وقتها حدث شيء لا أعرف تفسيره الى اليوم، ظهر رجل سمح و بشوش بملابس رثة و كأنه عامل و أشار لي انه سيمشي معي إلى المبنى، مشينا لخمس دقائق أو أكثر بقليل و لكن اذكر اني استغربت كون المسافة أقل بكثير بكثييييييير من ما قدرتها.

انا متأكدة انه لم يكن موجودا عندما توقفت السيارة، كل ما كنت أفعله منذ أن ترجلت منها هو أن اتلفت يمين و يسار أملاً في ان اجد أي شخص يساعدني و لم يكن هناك أحد.

ماذا تعلمت ؟

أمور لوجستية تتعلق بالسفر وحيدة 😁 و أيضاً ان احد الأمور التي تساعد المصابين بفرط القلق و التوتر على الحصول على مقدار من السكينة هي تدوين و استرجاع هكذا خواطر و التأكيد و التذكير أن الأمر لله أولاً و أخيرا.

التحدي مع الأشخاص الذين يقلقون كثيراً ليس ترك الأخذ بالأسباب بل التركيز على الجوانب الخارجة عن السيطرة ناسين ان وقتها ستتوفر حلول خاصة بالموقف ذاك و إذا لم تتوفر حلول فقد يدبرها الله بلطفه.

من تتوقع كان ذلك الرجل؟

شاركنا خاطرة استشعرت فيها بوجود الله بقربك.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *