إرهاب الوعي (موضة جديدة)

تصوروا معي هذا السيناريو..

… لماذا لا تعرفون كل ما أعرفه؟ لماذا توجهون لي أسئلة؟.. سوف أطلق النار عليكم.. “تشو تشو تشو” (صوت إطلاق نار وهمي في كومنتات الانستجرام).. هيا أيها الفولورز.. هلمّوا لنهجم على الناس الذين لا يعرفون ما أعرفه، ويضعون أسئلة لا تعجبني .. هجووووووووو.!!

لا تستغربوا!! هذا جانب من إرهاب الوعي الذي تُمارسه بعض الصفحات التي تُعنى بنشر الوعي بأنواعه ( صحي – بيئي – نباتي – تربوي – ديني – وعي كوني… الخ 🙄). سنتحدث في هذا المنشور عن التنمّر الإلكتروني الذي يحدث أحيانًا في بعض هذه الصفحات، ودور المتابعين للحد منه.

أتفهم جدًّا الإحباط الذي قد يشعر به مدير صفحة توعوية؛ عندما يجد سؤالًا خارج سياق الطرح، أو ينمّ عن إدراك منخفض لموضوع سعت الصفحة أن ترفع الوعي فيه لمدة طويلة، ولكن ما يجب أن نتذكره هنا هو: أن طبيعة منصة الانستجرام هي منصة تواصل اجتماعي، وليست مدرسة، الناس تأتي وتذهب على الصفحة، ليس من وظيفة أحد أن يكون قد قرأ كل شيئ فيها، ولا شيئ يبرر تعرضة للتنمر والتوبيخ؛ إذا سأل سؤالًا يدل على قلة فهمه للمحتوى، أو طَرَح وجهة نظر مخالفة.

الغريب أن أصحاب هذه الصفحات (وأنا أوجه هذه الملاحظة بكل حب، وبدون الإشارة لأحد 🌷) لا يدركون كم يبدو طرحهم هشًّا عندما تبدر منهم هكذا تصرفات .. أنت تتكلم عن الصحة، والتعافي، والبيئة، والتربية، والدين.. الخ، ولا تعرف أن تقول جملتين على بعض بشكل صحيح؛ إذا حدث شيئ بسيط يضايقك🤔؟! طيب، كيف يعكس ذلك مستوى وعيك ورقيّك كإنسان؟!

من جهة أخرى، أرى أن سوء تصرف مدير الصفحة عادة يُستقبل باستحسان بقية المتابعين الذين يتكالبون على كاتب التعليق.. “مثل المنينز الصفران اللي في الفلم .. شنو هالتصرفات الطفولية المضحكة 🤦🏻‍♀️؟!”

أُذكِّر نفسي قبل أي شخص آخر.. القاعدة الذهبية هي: أن نقول خيراً أو نصمت✋.

للأحبة المتابعين .. الأفضل تجنب الشكر الزائد، والمدح الزائد؛ لأنه “يعفس” سيكولوجية الشخص؛ إذا لم يكن متزنًا جدًّا، ومتجذرًا جدًّا.. المدح الكثير أحد أسباب هذه الظاهرة، والحد منه أحد أسباب معالجتها.

عن نفسي أكيد أُسعد بالكلمة الطيبة، ولكن أحيانًا أقول لمتابعيِّ take it easy.. رفقًا رفقًا 🤗؛ لأن إعطاء أيّ شخص قيمة كبيرة جدًّا، ومدحًا كثيرًا؛ يسبب له فتنة هو في غنى عنها.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *