الأمراض المزمنة وساعي البريد (تجربتي الشخصية)
منشور مرة أخرى؛ لأهميتِه، ولكن قبل كل شيئ.. من منكم لحق على ظرف الرسائل الأحمر والأزرق؟ (مال زمن الطيّبين😄.)
اليوم.. أنا لا أعرف إذا كنت لا أزال مصابة بالتصلّب المتعدد، أو أنه رحل؛ فهو لا أثر له في حياتي منذ سنين، وأنا لا آخذ أي أدوية أيضًا منذ سنين، ولكن قمت بتغيير جذري في حياتي وغذائي (هذا الحساب لا يقدم توصيات بشأن الأدوية.. استشر طبيبك).
و لكن ما أعرفه: هو أنني فتحت الظرف وقرأت الرسالة.
لأتحدث لكم عن الرسالة، وساعي البريد قليلًا..
كنت – ولا أزال – أتصوّر مرض التصلّب المتعدد: كساعي بريد.. أتصوّره: كشخص نحيف في نهاية الخمسينات، يلبس ملابس ذات ألوان شاحبة، يبدو متعبًا قليلًا، ولكنه يبتسم رغم شدة الحرّ – لأن الآن الساعة الواحدة ظهرًا – وهو على باب بيتي ليسلّمني رسالة. أنا أسلّم عليه، آخذ الرسالة وأشكره؛ طبقًا للأعراف، ويمضي كل منا في حال سبيله. بغض النظر عن محتوى الرسالة، ساعي البريد ليس عدوّي، ولا صديقي.. لا أحتاج أن أدخل معه في معركة، ولا أن أدعوه إلى منزلي .. كانت لديه وظيفة تجاهي، وقام بتأديتها.
أفتح الرسالة فأرى أنها موجهة إليَّ من التصلّب المتعدد الذي يعيش (أو كان) في جسدي.. وأنا أعرف مسبقًا أنها ستكون رسالةً ثقيلة الدم.. تتناول جميع الخيارات السيئة التي اتخذتها بشأن صحتي بالكثير من اللّوم.
و لأنني تفاجأت من لهجة الرسالة التي كانت مزيجًا من التهكم والتوبيخ، شعرت برغبة ملحّة أن أنادي ساعي البريد؛ لأصرخ في وجهه، وهذا بالضبط ما فعلتُه. فإدراكي قصير المدى؛ حينما ربط حامل الرسالة بمحتواها.
في بداية مرضي.. غضبت من التصلّب المتعدد الذي كان يحمل رسالة لي، وقررت أنني سأحاربه، حتى أنني استخدمت هاشتاق #محارب_التصلّب وقتها.
الأمراض كلها تحمل رسائل.. بعضها تحمل رسائل واضحة، وبعضها تحمل رسائل غامضة تتطلب منا بعض الوقت لنفك شفرتها.
ما يغفل عنه الكثير منا: هو أن الأمراض – خصوصا المزمنة منها – لا ترحل قبل أن نتعامل مع جميع النقاط المذكورة في الرسالة التي تجيئ معها، وإذا احتجنا لسنوات؛ لفهم تلك النقاط وتطبيقها؛ فسيبقى المرض ملازمًا لنا لسنوات.
على فكرة: الصداع – المغص – الاحتقان – وأي تغيّر في الجسم، أو الحالة النفسيّة أيضًا يحمل رسالة.
قد تكون الرسالة الموجهة إلیك تتحدث عن غذاء سيئ – علاقات متوترة – بيئة ملوّثة – سوء ظن – عدم توكل على الله – إمساك مزمن، أو…. .
التصلّب المتعدد – الروماتيزم – الثعلبة وغيرها وغيرها يجب أن ترحل؛ ولكن ليس من خلال حروب ومعارك، بل من خلال الإنصات للرسائل، ثم المضيّ في رحلة الشفاء .
هل استلمت رسالة مؤخرًا 😉؟
استجابات