القوانين العامة لإتباع الأنظمة الغذائية

القوانين العامة لاتباع الأنظمة الغذائية

بغض النظر عن أي حمية يتبعها الفرد وسبب اتباعه لها، هناك بعض القوانين العامة التي يجب أن يتقيد بها لضمان نجاح الحمية (النظام الغذائي) موجزة كما يلي:

الحمية الغذائية هي “نظام غذائي”

أعرف شخصا يسجل اسمه في نادي رياضي وينتظم لأسبوع، يقوم بعمل نصف التمارين في الأسبوع الثاني، ويجلس يصور سلفي مع الآلات، ولكن هو ومن حوله يرون أنه يحمل حقيبته و “رايح راجع” من النادي الرياضي.

 طبعا ليس هناك نتائج فالشخص دخل في النادي الرياضي ولكن لم يدخل في النظام الرياضي، أغلب المنتظمين على الحميات الغذائية يشبهون صاحبنا هذا، يضعون نصف جهد ولا يحصلون على أي نتيجة.

الأسوأ انهم يتناسون خياراتهم أثناء الحمية وفي النهائية يستنتجون انها لا تنفع، فالنقطة الأولى التي يجب التأكيد عليها هي أن النظام الغذائي هو نظام، يجب أن تلتزم به وتقوم ببعض التغييرات على مختلف الأصعدة تمكنك من ذلك.

النجاح يكمن في التفاصيل وفي المثابرة

الأنظمة الغذائية متعبة ومملة، لا أحد يستمتع في الحرمان من الغذاء الحلو لكن في حال تم اتخاذ قرار أن يخوض الفرد في حمية يجب أن يخوض فيها كلها بالتفاصيل الصغيرة وليس فقط الخطوط العريضة.

لا غش ولا استثناءات و”اليوم معزومة على عرس” وغدا “انجرحت ما أخذ الحلوى” و …، المثابرة أيضا مهمة، التغييرات التي تطرأ على الجسم جراء تغيير الطعام بطيئة ولكن عميقة لذا أعط نفسك وقتا لترى التغيير.

النظام الغذائي عامل واحد فقط في منظومة الصحة المكونة من ستة عوامل

بداية من الضروري مراجعة الأسباب الستة للصحة التي طرحها ابن سينا والتأكد أن جميعها تحت السيطرة، نلاحظ أن الدواء والشراب والغذاء كلهم مشمولين في العامل الأول وهناك خمسة عوامل غيرهم.

 إذا سيطرت على الغذاء بشكل صحيح تكون قد سيطرت على ثلث العامل الأول فقط، وبقي أكثر من خمسة عوامل.

 فما هي قراراتك بشأن تلك العوامل التي تشكل نمط الحياة؟

إذا كنت أسهر إلى وقت متأخر، أعاني من إمساك مزمن وأنا مشغولة عنه بأمور أخرى، وحالتي النفسية من سيء إلى أسوأ بالطبع سأعاني من انتكاسات بسبب العشوائية التامة في أسباب الصحة.

هل من المنطقي أن أقول النظام الغذائي لا يعمل؟!!

 انتظمت عليه وانتكست، طيب والفوضى الموجودة في باقي جوانب حياتنا؟!!

 النظام الغذائي يعمل فقط عندما يكون جزء من منظومة.

يفضل اختيار نظام غذائي مصمم للمنطقة الجغرافية التي تنتمي لها

أتذكر أنني تحدثت مع طبيب الأعصاب الخاص بي عن الحمية التي اتبعها، امتعض قليلا وقال لي أنه يفضل أن أأخذ الأدوية، ولكن لأنه يرى أن حالتي الصحية ممتازة فسيترك الخيار لي. يومها قال لي جملة جعلتني أفكر “الأدوية والأغذية تؤثر بشكل مختلف على الأفراد حسب تركيبتهم الجينية، لديك فرص أكبر للنجاح إذا كانت الحمية مصممة للمنطقة الجغرافية التي ينحدر منها أحد أبويك”.

 طمأنته أن ابن سينا صمم حمية مناسبة للمنطقة هذه والكتاب مكتوب باللغة العربية، نفس الكلام مذكور في كتاب القانون في الطب ولكن بلغة أقدم حيث قسم ابن سينا العالم إلى سبعة أقاليم، وأفاد أن الطبع والمزاج الغالب للأفراد في كل إقليم يختلف عن غيره، وبذلك تأثير الطعام والأدوية عليهم يختلف.

ما معنى هذا للمريض الذي يبحث عن حمية مناسبة؟

إذا بحث مريض بحريني “كمثال” في هذا الموضوع واقتنع بحمية قائمة على أساس الطب الهندي، وأخرى قائمة على أساس الطب الصيني، وثالثة قائمة على أساس طب ابن سينا، فالأجدى أن يختار تلك القائمة على أساس طب ابن سينا لأنها الأقرب له من الناحية الجيوغرافية.

 بينما مريض ماليزي مثلا قام بنفس البحث واقتنع بالأنظمة المذكورة يجب أن يتجه لتلك المبنية على الطب الصيني لأنها الأقرب له. هنا تكمن مشكلة استيراد كل شيء من الغرب حتى الأنظمة الغذائية.

التدرج في البدء في النظام الغذائي الجديد

من أصول تناول الطعام الابتعاد عن تغيير النظام الغذائي سريعا، يجب التدرج في ذلك حتى إذا كان من العشوائية إلى الصحة.

هذا ضروري لحماية الأعضاء الداخلية مثل الكبد والجهاز الهضمي في الجسم بالإضافة إلى إتاحة فرصة لإيجاد بدائل. التدرج يضمن أن المريض لن يتحمس مرة واحدة لمدة أسبوع ثم يستصعب النظام لعدم الاعتياد على جميع التغييرات، الحاجة إلى بدائل وتعب مثل الصداع أو الوهن الناتج عن إيقاف بعض الأطعمة التي كانت تسبب إدمان.

نتذكر دائما خطوات بطيئة ولكن واثقة.

الحزم عند إصرار الأهل والأصدقاء على كسر النظام

لسبب ما عندما يرغب أحدهم بالانتظام على حمية يصر عليه المحيطون به أن يكسره، وجدت هذه الظاهرة كثيرا وحقا لا أعرف تفسيرها (أفيدوني) من أكثر الطرق جدوى لمعالجة هذا هو الحزم بلطف.

 لا يعني لا وانتهى طبعا مع ابتسامة.

المحافظة على الحديث الإيجابي

من المهم جدا المحافظة على إيجابية الخطاب حول النظام الغذائي مع النفس ومع المحيطين، من المؤكد أن النظام متعب وممل وغير مرغوب، لو كان مرغوبا لاتجه إليه المريض من ذات نفسه وتجنب المرض قبل حدوثه.

 ثقافة التذمر و “مو حلو” و “ما ادري اشلون أقدر أستحمله” و ما إلى ذلك من كلمات سلبية أو لحن كلام يائس يضر الجميع، و حقيقة ممل للسامع.

إذا أردنا الاتجاه للصحة فلنفعل ذلك بكل جوارحنا، ونجعل نمط تفكيرنا في تناسق مع ما نقوم به، لنتذكر أن الحرمان من الطعام أفضل من الحرمان من النظر والمشي وغيره من الأعراض المصاحبة للأمراض.

المغفرة والجدية

النظام الغذائي يجب أن يؤخذ بكل جدية ولكن بعيدا عن الوسواس.

 فلنغفر لأنفسنا الأخطاء الصغيرة ونبدأ من جديد، نحن معتادون على العشوائية في تناول الطعام والانتظام على حمية يعني استبدال جزء كبير من نمط الحياة، بغض النظر عن تفاصيل الحمية النظام في تناول الطعام يأخذ وقتا للاعتياد عليه، هذا متوقع ويمر فيه أي شخص يبدأ حمية جديدة.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *