النبتة السامة ومضات في ذهني

قبل سنوات كنت أعمل في فرع الشركات في أحد البنوك وكان مطلوباً مني أن اغلق صفقات كبيرة لصالح البنك. وقتها كنا نعمل ضمن فِرَق مصغرة من شخصين او ثلاثة على كل مشروع.

في أحد المشاريع كان زميلي في العمل عَسِر ويحب تعطيل الأمور وتعقيدها وكثيرا ما كان تصرفه فجاً مع العملاء 🤕 (دون ذكر أسماء او أي شيء يدل على الشخص). عندما كنا نذهب معاً للقاء عميل كان لسان حالي يقول “يا اخي.. اسكت الله يرضى عليك.. اسكت خلينا نعرف نبيع ونسترزق الله 🤦‍♀️”.. لما أكون مع عملاء أتكلم مع روحي نفس باب الحارة جذي.. لأسباب غير معروفة حتى اليوم 🤷‍♀️🤭.

وقتها لاحظت انني افترض منه تصرف معين وارفع دفاعاتي الداخلية لأقصى حد ويصاحب ذلك حوار داخلي مثل 👇

“ما هذه التصرفات الحمقاء! “
“لن يرتاح حتى يفسد الصفقة”
“لماذا يجب أن يكون فضا و عدائيا مع الجميع”
” الا يفهم اننا جميعا سنكون بحال افضل لو اتمننا هذه البيعة”
” لا نريد منه شيء فقط يكرمنا بسكوته و انا سأتحدث”

طبعا كوني في مكان عمل وهو اكبر مني بالعمر و الخبرة شيء مليون سنة لم اتفوه بأي من ما سبق ولكن اكيد انعكس ذلك على تصرفاتي و على طاقة وجودي في المكان و أيضا على محاولاتي لترقيع الوضع الذي افترضت مسبقا انه سيخلقه.

في يوم ما لمعت في ذهني فكره انهت كل شيء 💡…

ليس من شأني…

تصرفاته الحمقاء ليست من شأني…
حقيقة انه يبدو أنه لن يرتاح حتى يفسد الصفقة ليس من شأني…
سبب كونه فضا و عدائيا مع الجميع ليس من شأني…
ادراكه المنخفض لحساسية الوضع ليس من شأني…

اكيد يجب أن أقوم بإدارة الوضع كوني جزء منه و لكن أقوم بالإدارة فقط من ناحية عملية دون أن اجعل روحي تخوض هذه التجربة.

لا أعرف اذا عبرت عن ذلك بشكل صحيح و لكن عندما تشبثت بفكرة ان ذلك ليس من شأني، توقفت عن التركيز على الوضع المزعج المؤذي ثم.. هكذا بدون سابق إنذار.. فقد ثقله. بمعنى انه كنا لا نزال نعمل معا، ولكن لسبب ما توقفت تصرفاته مع العملاء عن كونها مشكلة 🤔.

كأنني كنت اسقي نبته سامة باهتمام وكانت تكبر وتؤذيني ثم توقفت عن ريها وانشغلت بنفسي وحياتي الى ان تلاشت من تلقاء نفسها وانتهت.

نعرف جميعا انه يجب أن نتوقف عن التركيز على ما لا نريد ونركز بالمقابل، على ما نريد. فكرة سهلة نظريا، ولكن صعبة عمليا خصوصا عندما نختبر أفكار ملحة.

أحيانا نحتاج وميض واحد في اذهاننا ليصيغ الأمور بالشكل الذي نفهمه.

كيف تتعاملون أنتم مع ذلك؟
شاركونا تجاربكم وانعكاساتكم حول هذا الموضوع 🌷

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *