عالقون في عجلة الهاكم التكاثر


قبل فترة وضعت مقالا يحوي تفاصيل عن خلفيتي العملية و الدراسية استجابة لأسئلة المتابعين المتكررة على الحساب الانستقرام @healing.journals  و كانت فرصة جميلة للتعرف عليكم اكثر. ومع الحديث تذكرت موضوع كان يشغل بالي منذ فترة. كيف أصبحنا هكذا؟ كيف أصبحنا نربط قيمة أنفسنا بالشهادات و طبيعة العمل؟ 🤔.

لست ضد الدراسة و الارتقاء في العمل ولا المناصب الكبيرة ولا حتى العناوين البراقة… اللي عنده إياهم يستمتع فيهم و اللي يبيهم بشدة يسعى لهم.. براحتكم.. ولكن هذا كله مال دنيا، ماله علاقة بقيمتنا الإنسانية.

بداية لننظر لمنطلقاتنا.. الكثير منا عالق في عجلة ‘الهاكم التكاثر’. أعلى الشهادات، اكبر المسميات الوظيفية، أغلى الساعات و حقائب اليد، اكبر عدد من الفولوز، اكثر عدد من الدورات من باب الاقتناء.

أعلى، اكبر، أغلى، اول، اكثر. طيب وبعدين؟ لا شيء. نجري مثل الهامستر لنصل الى اللامكان.. على قولة إخواننا الأجانب running fast in the wrong track.

بالإضافة لذلك، نجد أن أجزاء كبيرة من اذهاننا متأثرة بفلسفة النظام الرأس مالي. بمعنى انت تنتج أشياء، خدمات، نقود إذا لك قيمة بقيمة ما تنتجه وتملكه. كلما كان لديك شيء أكبر قابل للقياس (منصب، راتب، شهادة، متابعين وغيره) كانت قيمتك بحجم ما تملكه. المخيف ان هذه ليست نظرة مجتمعية بل نظرتنا لأنفسنا و عليه كثير من طموحاتنا تصب في هذا الاتجاه.

الشهادة و طبيعة العمل و غيرها ذات معنى فقط اذا وظفناها في ارتقاء الجانب الإنساني فينا و في الآخر و الا فالعمل مهما كان هو باب رزق لا غير و العلم مهما كان فهو ضمن المقتنيات لا يرفع درجة احد.. أتذكر عندما تخرجت بدرجة الدكتوراه كتبت لي احدى الفاضلات.. حصلتي على التميز الأكاديمي ولكن تذكري دوما أن الهدف هو التميز الإنساني وطرق الوصول لهذه الأخيرة غير محدودة 🤗.

كيف ترتبط بإنسانيتك و تعزز إنسانية الاخر من خلال موقعك (عملك او دورك في الحياة أي يكن) 🌿🌸؟

شاركنا موقف / قصة تستحضرك؟

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *