ماذا نختار: حمية الاستبعاد أم التحليل المخبري لحساسية الطعام؟

بداية، يجب ملاحظة: أن هناك العديد من اختبارات حساسية الطعام،          وبطبيعة الحال فإنها تتباين في كفاءتها، ولكنني هنا أتساءل عن جدوى القيام بها من ناحية المبدأ؟ كما أشارككم تجربتي مع اختبار حساسية الطعام، وحمية الاستبعاد 🤗.

طبعًا، تعوّدنا على الطرق المختصرة فيما يخص الصحة، دائمًا نبحث عن short cuts  ولأن هناك ثقافة الطرق المختصرة في الصحة؛ فبطبيعة الحال أصبحت هناك صنعة حول هذه الثقافة، وامتلأ السوق باختبارات حساسيات الطعام، وأنا (وقتها.. أيام الجاهلية 🤭) كنت مثل ما نقول: ” حشر مع الناس عيد🤦🏻‍♀️”؛ فاقترحوا عليّ اختبار حساسيات، وضعتُ فيه نصف راتبي وقتها في هذا الاختبار الذي كان سينقذني من التصلّب المتعدد، وجلست أنتظر!

وجاءت النتيجة: أنه لا يوجد لديّ تحسّس من أي نوع من أنواع الأطعمة،      وأن الأمور طيبة؟! ولكن كان لا يزال هناك تصلّب متعدد، ولا تزال هناك هجمات! 🤔 بالمقابل عملت حمية استبعاد في فترة كان جسمي بعافية،   وصحتي مستقرة، وظهرت العديد من الأصناف التي لا تناسب جسمي. فأين الثغرة إذًا؟ لماذا استطاعت حمية الاستبعاد تحديد حساسيات طعام لم يلتقطها التحليل المخبري ؟

أرجع وأذكّر: أن النتائج تختلف بحسب جودة الاختبارات، ويبقى المريض     وطبيبه هم الأقدر على تحديد الاتجاه الأنسب، ولكن تحفّظي الشخصي هو كالآتي:
لنفترض أن اختبار الدم لحساسية الطعام يقيس ردود فعل جسمك تجاه الأرز؟ والنتيجة تظهر: أنه لا توجد هناك حساسية. هل هذا يعني: أنك تستطيع الذهاب للسوق، وتناول كيس أرز، وطبخه بشكل عادي؟

قلنا: إننا نفترض أن اختبار الدم لحساسية الطعام أظهر نتيجة سلبية لحساسية الجسم تجاه الأرز (أي لا يوجد حساسية)؛ فهل هذا يعني: أن الشخص لن يتضرّر من تناول الأرز عمومًا؟

لنفكّر معًا: هناك ٦٠ نوعًا من أنواع الأرز، و ٢٠ طريقة مختلفة للتعامل معه و تحضيره للأكل، وطبعا، يتم إنتاجه في دول مختلفة؛ مما يعني تعرّضه لطرق مختلفة من التنظيف والشحن، وهذا كله يعرّض الغذاء لإضافات هي في الحقيقة جزء من الوجبة، و يجب أن أختبر حساسية جسمي تجاهها؛ كونها ستدخل فمي، حتى إذا كان نظامي طبيعيًّا، و”أورجانيك”، يجب أن أحسم مدى حساسيّتي للمتوفّر في السوق؛ كوني أتزاور، ويمكن أن أتناول شيئًا في مطعمٍ ما.

لأقرّب الصورة أكثر: عندما قمت باختبار قدرتي على تحمّل الأرز في حمية الاستبعاد؛ وجدتُ أن الأرز الأبيض يسبّب لي تنمُّلًا في اليد اليسرى،            وعمومًا كان مزعجًا؛ فقطعته، بعد فترة بعيدة أدخلت الأرز البنّي (أورجانيك  وغير مقشّر)، و كنت مستعدة جدًّا لأن يتقبّله جسمي، ونعيش مع بعض بسعادة و رخاء، ولكن ما حدث هو العكس تمامًا: حيث رجعت لي بعض أعراض التصلّب المتعدد بشكل خفيف مثل: أعراض المثانة، وظلّت ٣ أيام 🤦🏻‍♀️.

طبعًا، لن أيأس من الأرز؛ (لأني بحرينية وما أقدر.. لازم آكل عيش😅)، سأعطي أمعائي وقتًا أطول للتعافي، فأنا لا أزال منتظمة على مرق العظم و الكولاجين و… ثم سأجرّب الأرز مرة أخرى، ولكن القصد هنا: أنه لا يوجد شيئ اسمه أرز فقط؛ بل هناك أرز ذو مواصفات معينة، تم نَقْعه مدة معينة، وبشكل معين، ثم تحضيره بشكل معين، ومع كل ذلك؛ قد تختلف ردّة فعل جسمي تجاهه. فاستنادًا لكل تلك المعطيات، وهذا المستوى من الدقة؛ يصعب أن نجدها في تحليل مخبري.

أعلم أنكم لا تحبون حمية الاستبعاد.. “سوري 🤗😇🤭”، ولكن هي استثمارٌ في الصحة، والأفضل أن تتم بعد ترميم ارتشاح الأمعاء (انظر: صورة ٢ للتفاصيل).

و سلامتكم أحبتي.. استشيروا طاقم الدعم الصحي الخاص بكم دائمًا.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *