هل نحن عالقون في عجلة “ألهاكم التكاثر”؟
قبل يومين وضعت منشورًا يحوي تفاصيل عن خلفيتي العملية والدراسية؛ استجابة لأسئلة المتابعين المتكررة، وكانت فرصة جميلة للتعرف عليكم أكثر (انظر: المنشور السابق، وشاركنا القليل عنك إن لم تفعل😉). اليوم وجدت كومنتًا لطيفًا من إحدى المتابعات العزيزات (صورة ٢)، وتذكرت فورًا موضوعًا كان يشغل بالي منذ فترة: كيف أصبحنا هكذا؟ كيف أصبحنا نربط قيمة أنفسنا بالشهادات وطبيعة العمل؟🤔.
لست ضد الدراسة والارتقاء في العمل، ولا المناصب الكبيرة، ولا حتى العناوين البراقة.. “اللي عنده اياهام يستمتع فيهم، واللي يبيهم بشدة يسعى لهم.. براحتكم..” ولكن هذا كله “مال دنيا”، ليس له علاقة بقيمتنا الإنسانية.
بداية، لننظر لمنطلقاتنا.. الكثير منا عالق في عجلة “ألهاكم التكاثر”. أعلى الشهادات – أكبر المسميات الوظيفية – أغلى الساعات وحقائب اليد – أكبر عدد من الفولورز – أكثر عدد من الدورات من باب الاقتناء.
أعلى – أكبر – أغلى – أكثر..طيب.. وبعدين؟ لا شيئ. نجري مثل الهامستر لنصل إلى اللّامكان.. على قولة إخواننا الأجانب running fast in the wrong track.
بالإضافة لذلك، نجد أن أجزاء كبيرة من أذهاننا متأثرة بفلسفة النظام الرأسمالي. بمعنى: أنت تنتج أشياء – خدمات – نقودًا؛ إذًا، قيمتك بقيمة ما تنتجه وتملكه. كلما كان لديك شيئ أكبر قابل للقياس (منصب – راتب – شهادة – متابعين وغيرها)؛ كانت قيمتك بحجم ما تملكه. المخيف أن هذه ليست نظرة مجتمعية، بل نظرتنا لأنفسنا، وعليه فكثير من طموحاتنا تصب في هذا الاتجاه.
الشهادة، وطبيعة العمل وغيرها ذات معنىً فقط؛ إذا وظّفناها في ارتقاء الجانب الإنساني فينا، وفي غيرنا، وإلا فالعمل – مهما كان – هو باب رزق لا غير، والعلم – مهما كان – فهو ضمن المقتنيات لا يرفع درجة أحد .. أتذكر عندما تخرجت بدرجة الدكتوراه كتبت لي إحدى الفاضلات: “حصلتِ على التميز الأكاديمي، ولكن تذكري دوما أن الهدف: هو التميز الإنساني”. وأنا أقول: طرق الوصول لهذا الأخير غير محدودة 🤗.
كيف ترتبط بإنسانيتك، وتعزز إنسانية الآخر من خلال موقعك (عملك، أو دورك في الحياة، أيًّا يكن) 🌿🌸؟
استجابات