هل يجب ان احذف الناس المزعجة من حياتي وما قصة البطريق؟

من النصائح التي يتم تداولها كثيرا هي: احذف الناس المزعجين من حياتك!

وهي نصيحة اتفهمها (تبدو مغرية) ولكنني بنفس الوقت احذر منها. لماذا؟

اللي على راسه بطحة يتحسسها 😉 هذا مختصر الحديث الطويل التالي 👇

على الأغلب ما يزعجك ومن يزعجك (يكوِّن لديك ردة فعل مشاعرية) يعكس شيء ما بداخلك، فكرة تحملها عن نفسك وبنفس الوقت تقاومها، أو رغبة دفينة لم تتعامل معها بشكل صحي او… الأمر يتعلق بك غالبا، لذا تجنُب هؤلاء لن يحل الموضوع 🤷‍♀️

انت فقط تقلل عدد المرايا التي ترى فيها انعكاس نفسك، ولكن من الأجدر ان تنظر بتمعن لترى

ما الذي لا يعجبك لتتعامل معه؟ او ما هي الفكرة المغلوطة التي تحملها لتتوقف عن التشبث بها؟

كنت أعمل مع شخص يُستَفَز كثيرا من اي شخص يوجه له سؤال استيضاحي ويرد عليه بحالة دفاعية، بل عدوانية بعض الشيء ومع مرور سنوات عرفت جوانب من شخصيته، هو لا يعمل بضمير وبصدق ولا يرى انه يستحق منصبه وكان يرى اي سؤال موجه له على أنه مؤاخذة او تحقيق. لماذا؟

في الحقيقة هو كان يؤاخذ نفسه، ضميره يؤاخذه، روحه توجه له رسائل عبر المواقف العابرة، لا شأن للناس بأي من هذا.

كنت أراه وافكر “لا يمكنك أن تتفاوض بشأن نظرتك لنفسك مع الآخرين، لا شأن لهم، اعتقهم لوجه الله يا أخي 🤕”

الكثير من الناس هكذا، لا تتعامل مع تحدياتها وآلامها ثم تستفرغها على الآخرين كيفما اتفق 🤦‍♀️

صديقنا هذا كان يرى نفسه مجني عليه، يتهم الآخر انه يؤاخذه ويبرر ذلك ب “نظراته كانت كذا” و “نبرة صوته كانت كذا” و “انا اعرف مقصده كذا وكذا”

هو يرى نفسه مقصر وعليه يفسر كل سؤال أو نظرة او إشارة على أنها مؤاخذه او ملامة

ويدخل في نوايا الناس وسوء الظن ويفتعل مشكلة فقط لكي لا يواجه نفسه… صديقنا هذا لو يروح يعيش في القطب الجنوبي بيطلع له بطريق وبيفهم منه انه موضع مؤاخذه 🐧 حتى يصل لنقطة توافق بداخله ويعيش استنادا لمبادئه ويراجع ما يحمله من معتقدات اتجاه نفسه

هذا الموضوع كبير ومتشعب ولا ينحصر بالزاوية التي أشرنا إليها وغالبا سنناقش أجزاء منه في مقالات أخرى

تمرين صغير…فضلا قم به الآن .. ما الذي يستفزك كثيرا في الآخر اي كان؟ من وما يزعجك ولماذا؟ اهم شي لماذا 🤷‍♀️. ثم انظر داخل نفسك، كيف ترتبط الأمور ببعضها.

سيستغرق ذلك بعض الوقت، يجب أن تكون ماهرا في عمل الانعكاس (reflection) وان تكون لديك شهامة مواجهة نفسك (راح نفرد له مقال 💪) وإذا استنتجت انه لا يوجد شيء يزعجك في الاخر هو في الحقيقة انعكاس لما بداخلك فأنت غالبا لم تنظر بما يكفي من العمق 😉 خذ وقتك 🌷

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *