استقبال المهنئين مباشرة بعد الولادة (هل نقوم بذلك بالشكل الأمثل؟)

بما اننا نتحدث عن تقليل القلق والتوتر كثيراً في هذه المقالات، أود أن اطرح موضوع هام جداً (جداً جداً 🙏) مرتبط ببعض العادات الدارجة في مجتمعاتنا الشرقية ولأن هذا الموضوع حساس وقد كتبته أكتوبر العام الماضي اخترت هذه الفترة التي يخضع فيها الأغلب للحجر المنزلي والزيارات الاجتماعية ممنوعة لطرح هذا الموضوع تفادياً لأن يُساء فهمه و القصد هنا هو تسليط الضوء على بعض العادات الاجتماعية و مناقشة بدائل أصح لمجتمع ابسط، أقل تكلفاً و أقرب للفطرة ♥️. بالطبع كل ما سيطرح هو وجهة نظر شخصية خاصة بي وللقارئ حرية انتقاء المناسب.
.
لأشارككم ما ألهمني كتابة النص.. وَلدت صديقتي بطفل جميل، بعثت لها رسالة نصية وباركت لها ولأني أشفق كثيراً على النساء اللاتي ولدن للتو من التعب والإرهاق ومشاعر ما بعد الولادة، فضلت ان لا اتصل مباشرة و قلت لها انتي سأزورها عندما تستقر. ماذا ردت علي؟ شكرا حبيبتي لتفهمك وضعي واخذت تحدثني عن صعوبة استقبال المهنئين مباشرة بعد الولادة بالنسبة لها وكيف انها تبكي أحيانا لشعورها بالضغط والتعب💔و كوننا نساء فقد سبق ان خضت أحاديث مشابه عن هذه التجربة مع صديقات اخريات في أوقات سابقة.. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي نناقش فيها الضغط الناتج من بروتوكول الزيارة بعد الولادة. هناك نقاط قلق مشتركة بين اغلب التجارب، أشارككم إياها لنرى إذا كان بإمكاننا تحسين الوضع قليلاً:
.
١. الأم متعبة جداً لأنها (هلووو✋) ولدت طفلاً للتو! يعني من جميع أيام حياتها، يوم ولادتها ويومين بعدها هم اسوء أوقات ممكنة لاستقبال الناس. .
.
٢. الطفل حديث الولادة لا يأتي مع مناعة قوية، بل يُكونها مع الرضاعة الطبيعية وبمرور الوقت. ولكن ما يحدث هو أن أكثر من شخص قد يُأذن في أذن الطفل أي يعرض اذن و وجه الطفل لنَفَسه (شخص واحد يكفي)، الأهل و الأصدقاء و زملاء العمل و الجيران و غيرهم يلمسون و يُقَبِلون الطفل اللي عمره لا يتجاوز اليوم او الساعات و هذا يحدث حتى في الفصول التي تكثر فيها الأمراض الموسمية. أحياناً يتم تقبيل الطفل حتى قبل أن يرضع من أمه. .
.
ولأن هذا الوضع يسبب قلق للكثير فالحل الذي يلجأ له الجميع تقريباً هو ترك الطفل مع الممرضات في المستشفى لساعات طويلة الى ان تخف زحمة المهنئين و يأتي الطفل بين فترات متباعدة ليرضع من أمه على عجالة و يُأخذ سريعاً كون الغرفة مزدحمة و من غير الصحي وجوده فيها. يعني نحرم الطفل من وقته الطبيعي مع أمه ويقضي اول يومين من حياته في الأرض بعيداً عنها 💔. .
.
٣. الرضاعة الطبيعية فطرية، ولكن تحتاج لتدريب وممارسة وتتطلب من الأم والطفل ان يتعلموا العمل معاً كفريق واتقان ذلك يتطلب جهد وتركيز من الأم خصوصا في حال كانت أم جديدة، ولكن كل شيء في الوضع الحالي يتعارض مع ذلك. الزيارات المتكررة من القريب والبعيد تربك هذه العملية وقد تؤدي لمشاعر الإحباط لدي الام والطفل. من الممكن أيضا ان تلجأ الأم للحليب الصناعي في فترات الزيارات خصوصاً إذا لم تكن تعرف كيف ترضع بشكل طبيعي بسهولة والطفل يبكي والناس ينتظرون وهي متعبة.. وماذا يحدث؟ يستسيغ الطفل طعم الحليب المعلب وسهولته وهذا يأتي مع تعقيدات خاصة به.
.
٤. يتم الإعلان عن الولادة بعد حدوثها وهذا يعطي الناس (العائلة الممتدة والمعارف) وقت قصير جداً لإعادة ترتيب جداولهم وتخصيص وقت لزيارة الأم و الكثير يضطر للاعتذار و كأن هناك تقصير من جانبهم💔. .
.
٥. التكلف الموجود حالياً في مناسبات الاستقبال مفرط، مفارش الأم والطفل يجب أن تكون متناسقة، تعليقة مزركشة على باب غرفة المستشفى، توزيعات، ارفف مزركشة للتوزيعات، ضيافة، عاملة للضيافة، ملابس مناسبة للأم لاستقبال الناس و…. طيب إذا كان كل هذا يجلب سعادة للأم والأب فهو جميل وفي مكانه و لكن ماذا عن ثلاثة ارباع النساء اللاتي يشعرن ان هذا اقل الواجب و ‘يجب’ أن يقوموا به بغض النظر عن رأيهم فيه. لا نتوقف حتى لنسأل أنفسنا إذا كان هذا شيء نرغب به حقاً لأنه أصبح الطبيعي والدارج اليوم. .
.
رغم ان جميع الأطراف قد تكون منزعجة الا ان هناك جوانب إيجابية أيضاً تتعلق بصلة الرحم و مشاركة الفرحة و جمعة الاهل فهل هناك طرق يمكننا من خلالها تحقيق هذه الغاية الجميلة بدون الخوض في كل هذا الإرباك؟ .
.
ما رأيك في عادة زيارة الأم الوالدة في المستشفى أو في المنزل مباشرة بعد الولادة

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *