الحسد والأمراض المزمنة

في تواصلي مع المرضى كثيراً ما اسمع عبارة ‘حاسديني’ أو ‘يقولون لي اكيد محسودة’ وعندما افتح عيوني على الآخر لأني احتاج من خمس الى عشر ثواني لأفهم هكذا جملة، تذيل هذه العبارات ب ‘ترى العين حق والحسد مذكور في القرآن’✋. .
.
بداية أتفهم مثل هذا الطرح رغم اني لا اتفق معه، هناك إرث عميق مرتبط بهذه الفكرة و قبل سنين طويلة، عندما كانت أسباب الأمراض المزمنة مثل التصلب المتعدد مجهولة كان يبدو هذا استنتاجاً معقولاً لأن المرض كان يطرح كعارض مجهول الأسباب و لكن اليوم نجد العديد من المكاتب التي تضع نظريات في منشأ المرض ، بمجملها منطقية و تخاطب العقل، لذا اليوم، لا نحتاج للاستعانة بالماورائيات لحل هذه الأحجية، نحتاج ان نجتهد في نمط حياة صحيح و نأخذ بالأسباب. .
.
اذا كان هناك احتمال غير مؤكد انك محسود فهناك يقين ان لديك خلل في احد أسباب الصحة، شخصيا لم التقِ بأحد استطاع ان يسيطر على جميع جوانب هذه المنظومة في إيقاع حياتنا المتسارع خصوصاً في المدن الكبرى. .
.
طبعاً لن أخوض هنا في أي شيء يخص المعتقد لأن هذا لا يدخل ضمن نسق الصفحة و هو ليس ضمن اهتمامي أو قراءاتي لذا سأصيغ النقاط هنا بصورة أسئلة ليصل القارئ الي ما يناسبه من استنتاج:

١. هل استوفيت جميع أسباب الصحة التي تشمل الغذاء الصحيح لطبع جسمك، النظيف، الطازج، الموسمي، غير المرشوش، وبالمزج الغذائي الصحيح وفي الوقت الصحيح من اليوم؟
.
٢. هل كبدك وكليتاك يعانون من نفايات الطعام والعوارض الجانبية للأدوية؟
.
٣. هل تستنشق هواء نظيفاً أو هو خليط من عوادم السيارات والمنظفات المنزلية والعطور الصناعية؟ هل تقوم برياضة مناسبة؟ ما هو حال النوم واليقظة عندك و هل تعاني من إمساك أو سوء هضم أو..
.
٤. أقول..شخبار السترس و القلق؟ .
.
السؤال الأهم و اللي يخليني دايما استغرب هو ماذا تملك لكي يحسدك الناس؟ ارجو ان لا يساء فهمي، انا حقاً اغبط الناس اللي ترى انها مميزة أو جميلة أو مثقفة أو أي شيء آخر الي درجات خااااارقة للعادة تخلي الناس تحسدها، شخصياً احتاج ان اعمل على مستوى الثقة بالنفس عندي عشرين سنة لأصل إلى هكذا مرحلة 😅 و لكن هذه دعوة للتفكير بموضوعية، حقيقةً حقيقةً ، شنو عندك يستدعي الحسد؟ وإذا سلمنا أن هناك ما تُحسد عليه، ضع هذه الفكرة مقابل جميع جوانب التقصير الأخرى في أسباب الصحة، فأي كفة ترجح؟ .
.
هذه النقطة مهمة، لأن ثقافة الضحية و الاستسلام قاتلة خصوصاً انها تؤصل الكسل في التعامل مع المشكلة بشكل صحيح و تدعو الى إخلاء المسؤولية. .

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *