لا أريد ان أشفى ما يصرفني

راح أطرح موضوع حساس شوي ويحتاج إلى وعي عالي بالذات. إذا أحسست نفسك منزعج بعد قراءة هذا الموضوع اعتذر سلفا واتمنى ان تعيد قراءته بذهن منفتح في وقت لاحق. .
.
انت تريد أن تشفى. جميع المرضى يرغبون بالشفاء أو هكذا يعتقدون، ولكن السؤال هو هل الشفاء مجدي بالنسبة لك أو مثل ما نقول بالبحريني ‘يصرفك؟’ .
.
انا مصابة بالتصلب المتعدد منذ عشر سنوات. في فترة من الفترات اصبت بالعمى في عيني اليمين.. افهم أن المرض معاناة وألم وحياة معطلة وافهم أيضا أنه رغم ذلك قد تكون المحصلة النهائية للشفاء ب ‘السالب’ عند البعض… اشلون؟ .
.
فلنفكر بذهن منفتح. يحصل المصاب بمرض مزمن على الكثير من الامتيازات وإذا كان يعاني من إعاقة يحصل على امتيازات أكثر.. ساعات عمل أقل ربما، إجازات مرضية، عذر كلما تخلف عن موعد، دعم كبير من الأهل و الأصدقاء، مسؤوليات أقل في البيت و العمل و… .
.
طبعا هذا لأننا نعيش في مجتمع إنساني واعي و متفهم و بالطبع اغلب المرضى هم اشخاص صادقون و مسؤولون يحملون مبادئ و قيم راقية و لن يسيئوا عمدا استغلال اي من تلك الامتيازات. .
.
ولكن أحيانا. أحيانا فقط.. لا نمانع بعض تلك الأمور التي تأتي في ‘باكيج’ المرض.. تلك الأمور التي قد تريحنا حد الإدمان.. مثل.. .
.
لست مضطرة لأن اوصل الأطفال إلى المدرسة لأن شمس و زحمة سيارات. يتجنب الجميع ازعاجي

ولو بكلمة.. عصبيتي وتذمري مبرران.. مسؤولياتي اتجاه اهلي قلت بسبب المرض.. مديري في العمل يتفهم التسليم المتأخر للملفات.. .
.
ربما تتغذى أرواحنا من نظرة الشفقة تلك أو ربما نكره هذه النظرة و لكن نحب نظرة انت ‘بطل محارب’ .. هذا يعتمد كيف موضعنا أنفسنا.. وقس على ذلك.. .
.
هذه ‘الحسبة’ غالبا ما تكون في عقلنا الباطن .. فقط في حال كنا صادقين جدا مع أنفسنا ممكن أن ندركها بعقلنا الواعي. .
.
قد لا نكون مدركين تماما لما يجري في أذهاننا و لكن غالبا لهذه ال ‘الحسبة’ تجليات. ابسطها هي المريض الذي لا يأخذ طريق الشفاء.. يعني قاعد مكانه.. أو يأخذ خطوة للأمام وثلاث خطوات للخلف.. يضع بوست في الانستقرام فيه صورة مستشفى و بعد يومين صورة كعكة!
.
صحيح بعض التصرفات الخاطئة منشأها الجهل (مع ان صعبة أقول ان في احد ما يعرف ان السكر و الدجاج المحققون هرمونات و التدخين و غيرهم يجيبون المرض) و بعض التصرفات منشأها الكسل و التسويف و لكن أغلبها ناشئ من خطأ فكري. .

للأشخاص المتأكدين أن هذا المقال لا يعنيهم.. أولا شكرا لأنكم قرأتم إلى هنا 😊 ثانيا هناك دائما ما يسمى ‘ربح ثانوي’ أو Secondary gain في أي وضع يقاوم الشخص تغييره.

قلنا بأن كل وضع خاطئ يقاوم الفرد تغييره يحمل في طياته أرباح ثانوية.
.
هناك تمرين بسيط يمكنك القيام به بينك وبين نفسك لتعرف وضعك مع الأرباح الثانوية أو ال Secondary Gain للمرض وكيفية إيجاد طرق مناسبة لمعالجتها بعقلانية. .
.
س١. ما هي الأرباح الثانوية التي تحصل عليها من المرض (اذكر أكبر عدد ممكن)؟
س٢. أي النقاط المذكورة أعلاه هي الأهم بالنسبة لك ولا تريد التخلي عنها؟
س٣. ما هي القيمة التي تحصل عليها من هذا الربح؟
س٤. كيف يمكنك الحصول عليها بطرق أخرى غير كونك مريضا؟ .
.
مثال:
.
ممكن أن يكون اهم ربح ثانوي بالنسبة لي هو نظرة المجتمع لي على اني شخص صلب و بطل و محارب. القيمة التي احصل عليها هو الشعور بالأهمية، ولكن مع التدبر والتفكير أرى أنه يمكنني أن أحصل على الشعور بالأهمية من خلال العمل التطوعي.. إذا لا احتاج ان أكون مريضا. .
.
نتذكر دائما اننا نسعى لإيجاد البدائل للقيمة التي يعطيني إياها الربح الثانوي و ليس للربح الثانوي نفسه. هذا التمرين سهل وبسيط ويمكن للفرد القيام به بينه و بين نفسه شرط المصداقية. .
.
اسأل نفسك الأسئلة الصعبة و اجبرها أن ‘تسترجل’ و تجيب عليها. .
.
للتأكيد الوعي بالأرباح الثانوية للمرض و معالجتها لا تعني أنك ستشفى منه فورا و لكن يعني أنك ستكون قد أزلت احد العوائق التي تمنع شفائك. إدارة العقل خطوة مهمة جدا في طريق الشفاء. .
.
ما هي الأرباح الثانوية الشائعة التي قد تعيق رغبة المريض للشفاء؟ .
بماذا يمكن أن تستبدل؟
.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *