الارتباط بالكون

بحكمتي اللامتناهية 🤐 قررت أن أذهب إلى البقالة (السوبرماركت) مشياً وقت الظهر في عز الصيف والمضحك أكثر أنى نسيت كيس القماش الخاص بي وعدت مشياً و انا احمل جميع مشترياتي في يدي على هيئة برج على وشك الوقوع و طبعاً انا اتصبب عرقاً و افكر اني أحيانا اتخذ قرارات عجيبة غريبة… ثم رأيت مشهداً جعلني أقف و اتأمل.. حرفياً.. وقفت وضليت اطالع..
.
امرأة ترتدي ‘مشمر’ مُورد وتسقي الزرع. للتوضيح، امرأة تسقي الزرع ليس جديداً على أحد، ولكنها لم تكن تسقي زرع البيت، كانت تسقي حديقة مكونة من مئات الأصائص على الرصيف! وبإمعان النظر نرى ان هذه الأصائص زحفت الي الجهة المقابلة من الشارع وغطت دوار صغير أيضاً في نص الشارع والأجمل انها وضعت كراسي ليرتاح عليها المارة تحت ظلال الأشجار.
.
اقتربت منها، انا و البرج الذي في يدي و سألت ‘خالة انتي اللي سويتي هذه الحديقة؟’ و ردت بابتسامة كبيرة ‘أي اني زرعتهم’ و مع الأخذ و العطا قليلاً رجعت سألت ‘ليش زرعتي المكان هني؟’ و كنت أعلم أن أي جواب سأسمعه سيكون درساً في المسؤولية المجتمعية، ردت ببساطة اهل الأول ‘علشان الناس، علشان البلد، علشانكم يا بتي، اذا احد يبي يقعد أو يستريح، هني في ظل ❤️.
ابتعدت خطوتين و نادتني كأنها نست شيئاً ‘حياش بتي، قعدي ويانا شوي، انتي لبنانية؟ ‘ ابتسمت لكثرة تكرار هذا السؤال ‘ لا خالة، انا من المنامة’ عددت لي أسماء بعض النساء اللاتي تعرفهن من المنامة وسألتني اذا كنت اعرفهم، رديت ‘لا والله ما اعرفهم، اذا كانت جدتي الله يرحمها عايشه اكيد كانت بتعرفهم’ ودعتها و مشيت. .
.
غادرت و انا افكر كم كان ارتباطها بالأرض و الناس و الكون واضحاً بالنسبة لها و كم يغفل الكثيرون عن ذلك. .

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *