بصمات في غير محلها (تجربة روحية / اجتماعية)

أحب ان أشارككم تجربة روحية/ اجتماعية لطيفة خضتها قبل فترة، كان الهدف منها تحسين علاقتي بالله، بنفسي وبالكون، كجزء من فلسفة التشافي التي أؤمن بها وسبق أن ناقشناها في #شفائك_في_بصمتك و #دوائر_الشفاء ♥️. .
.
في رمضان هذا العام كتبت اسماء مجموعة كبيرة (جداً) من الأشخاص الذين ممكن أن أكون قد أسأت بحقهم بأي شكل من الأشكال سواء بسوء الظن أو عدم مغادرة مجلس يذكرهم بسوء أو حقيقة، نحن غالباً لا نعرف ما تحوي ذمتنا. .
.
لم يكن عندي أرقام تواصل الجميع، خصوصاً اني كنت أعمل خارج البلد فترة طويلة و انقطع التواصل بيني و بين البعض، فقضيت عدة ايام في السؤال و التقصي، ثم في العشر الأواخر من الشهر الفضيل تواصلت مع الجميع في القائمة عندي فردا فردا (ليس عن طريق رسالة نصية واحدة تذهب للجميع ❌). بعد السلام طلبت منهم ان ‘يحللوني’ من اي شيئا بدر مني في الفترة التي كنت اتعامل معهم فيها. .
.
كانت هذه الخطوة مهمة جداً بالنسبة لي لأن هذا الحوار يجب أن يحصل على أي حال. هنا والآن مادام الله كتب لنا عمرا أو يوم القيامة ويضل ‘حق الناس’ في رقبتي واتحمل تبعاته الى ذلك الحين.
.
اغلب من تواصلت معهم كانوا في غاية اللطف و الذوق، بعضهم (بسبب انقطاع التواصل) لم يكن متأكداً مَن أنا و لكن أجاب بسرعة ‘محلل و مبري الذمة من ما تكون’.. يا إلهي.. ياللطف ♥️. .
.
الأجانب لم يسمعوا قط بشيء كهذا فقضيت بعض الوقت و انا اشرح لهم معنى أن ‘يبرئ أحدهم ذمة آخر’ و كانوا لطفاء جدا أيضا، آخرون اكدوا ‘ما شفنا منج الا كل خير’، و بادر البعض بالقيام بذات الشيء معي. .
.
و لأمانة النقل، كانت هناك ردود أفعال ‘ثقيلة دم’ أيضا و لا بأس بذلك. احدى الفتيات اللاتي عَملت معهن في السابق أصرت ان تكتفي ب ‘ما صار بيننا شيء’ بشكل مقتضب وآخر تقريباً استهزئ بما أقوم به ولكن لا عتب لأنه حالياً في مساحة فكرية مختلفة. .
.
بعد أسبوعين من هذه الخطوة توفى احد الأشخاص الذين تواصلت معهم بشكل فاجأنا 💔، رغم حزني الشديد على فقدانه، الا اني كنت ممتنة ان الله الهمني القيام بهذه الخطوة وقتها و الا ماذا كنت سأفعل؟ الله يرحمه ويرحم جميع موتاكم. .
.
لم انتهي من مخاطبة جميع من اريد ان اطلب منهم براءة الذمة. احتاج بعض الشجاعة إذ لا أعرف ردة فعل الأطراف المتلقية، ولكن.. هذا جعلني انتبه ألف مرة لتصرفاتي و ما أقوم به اتجاه الآخرين لأني اعرف اني سأُجبر نفسي على الاعتراف و طلب ‘السموحة’ حتى ولو كان لشيء يأخذ ببساطة في مجتمعاتنا اليوم مثل الحديث بظهر الاخر، سوء الظن، قلة الصبر أو ما شابه و لكن قد يكون عند الله كبير. .

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *